قصة كفاح وصوت وطن..

الروح القتالية العالية سلاح الفدائي في كأس العرب

الأحد 30 نوفمبر,2025
الروح القتالية العالية سلاح الفدائي في كأس العرب

غزة- دائرة الإعلام بالاتحاد:
يستهل منتخبنا الوطني مشواره في بطولة كأس العرب بمواجهة منتخب قطر المستضيف في المباراة الافتتاحية التي ستقام غدا الاثنين على ستاد البيت.

وتحمل المباراة الافتتاحية رمزية كبيرة للفدائي في بطولة العرب في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بعد عامين من حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث يحمل منتخبنا على عاتقه مسؤوليات كبيرة من أجل إسعاد الجماهير الفلسطينية التي بات يشكل لها الفدائي مصدر الفرح الوحيد لشعبنا الفلسطيني.
ومن مخيمات النزوح في غزة، مروراً بمعاناة أهلنا في الضفة والقدس، وانتهاء بأرض اللجوء في الشتات يمثل الفدائي قصة كفاح وصوت وطن يقاتل من أجل 
كرامته.

نحن هنا
الدكتور جمال البدراوي مدير تحرير صحيفة الجمهورية، أكد أن تواجد المنتخب الفلسطيني في أكبر محفل رياضي عربي يحمل رسالة سامية وعظيمة للعالم أجمع بأن فلسطين هنا رغم الآلام والمآسي بعد عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية. قهروا الظروف والتحديات وأثبتوا قدرة وعظمة الفلسطيني في التغلب على الصعاب من أجل إسعاد الجماهير الفلسطينية.
ووجه البدراوي التحية والتقدير لمنتخب فلسطين الصامد الذي أصبح من المنتخبات القوية وقادر على المنافسة وتحقيق الانتصارات وتقديم أداء قوي ومتميز في البطولة بالروح القتالية العالية التي يتميز بها الفدائي من وسط المعاناة والجراح والدمار.
وقال: "أصبح المنتخب الفلسطيني صاحب بصمة كبيرة في كل المحافل القارية والدولية، وبعيداً عن أجواء المنافسة يبقى الفدائي يمثل رسالة شعب عظيم يقاتل من أجل حريته واستقلاله".
وتمنى البدراوي التوفيق لمنتخب فلسطين ومواصلة مسيرة النجاح التي حققها ليبقى علم فلسطين مرفوعاً في كل المحافل رغم محاولات الكيان الإسرائيلي لطمس الهوية الفلسطينية.

إنجاز تاريخي 
الكابتن صائب جندية قائد المنتخب الوطني الأسبق، قال إن تأهل الفدائي لكأس العرب يعتبر إنجازا تاريخياً للرياضة الفلسطينية وكرة القدم، وجاء في ظل ظروف قهرية عاشها الشعب الفلسطيني بعد عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية، ودمار كبير لحق بالحركة الرياضية والتي تسببت في إيقاف النشاط الرياضي.
وأكد جندية أن الفدائي استحق التأهل بعد منافسة استمرت حتى اللحظات الأخيرة، وحسم اللقاء أمام منتخب ليبيا، وكان الأجدر للتأهل إلى الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم، مشيداً بالجهاز الفني بقيادة الكابتن إيهاب أبو جزر، حيث أصبح الفدائي يملك الشخصية الكبيرة من خلال الأداء المتطور وتواجد اللاعبين المحترفين الذين يلعبون في الدوريات العربية والأوروبية.
وأشار جندية إلى أن الجميع شارك بهذا الإنجاز الكبير من لاعبين وجهاز فني وإداري وجمهور .
وتابع جندية أن الفدائي يمثل الشهداء والجرحى والأسرى والمكلومين داخل الخيام، ويحمل رسالة شعب يطمح بالعيش بكرامة ويطالب بإنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة مثله مثل باقي شعوب العالم.
وتمنى جندية التوفيق للفدائي في تحقيق نتائج إيجابية لإسعاد الجماهير الفلسطينية التي من حقها أن تفخر بمنتخبها وتفرح بانتصاراته.

التواجد بين الكبار 
بدوره هنأ الكابتن عماد هاشم، المحاضر الآسيوي ومدرب المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية السابق، الفدائي على تأهله لكأس العرب ليتواجد ضمن أفضل 16 منتخبا عربيا في أكبر محفل رياضي عربي يقام في قطر.
وأضاف هاشم أن حظوظ الفدائي كبيرة في تخطي المجموعة التي تضم منتخبات قطر وتونس وسوريا في ظل التطور الكبير لمنتخبنا الذي بات يحسب له ألف حساب، ويمتلك مجموعة مميزة من اللاعبين المحترفين قادرين على تجاوز الصعاب والوصول إلى مستويات متقدمة في البطولة.
وأكد هاشم أن إقامة البطولة في قطر تعطى منتخبنا الأفضلية بوجود جالية كبيرة ستهتف باسم فلسطين، ودعم جماهيري كبير مما يعزز فرص الفدائي في تحقيق الانتصارات، ويمتلك حظوظ متساوية مع المنتخبات المتواجدة في مجموعته للتأهل إلى الأدوار الإقصائية.
وقال هاشم إن الجماهير في غزة تنظر للفدائي بأنه الشيء الوحيد الذي بات يدخل الفرحة وتنتظر المزيد من الانتصارات من أجل إسعاد تلك الجماهير التي تعيش داخل الخيام، ولم تبخل يوماً في متابعة المنتخب رغم القصف والقتل والدمار.

مشاركة استثنائية 
من جانبه، قال أشرف مطر، رئيس الاتحاد الفلسطيني للإعلام الرياضي، إن مشاركة المنتخب الوطني في النسخة الحالية بالغة الأهمية، جاءت بعد حرب الإبادة التي تعرض لها شعبنا الفلسطيني وخاصة قطاع غزة، مشيراً إلى الإصرار الفلسطيني بضرورة التواجد في هذا المحفل العربي الأهم والأبرز والذي يحظى برعاية الفبفا.
وأوضح مطر أن التواجد في النهائيات بعد تجاوز عقبة ليبيا في التصفبات، جاء ليكافئ اللاعبين والجهاز الفني ويعوضهم ألم الخروج من تصفيات المونديال الأخيرة، بعد أن كان الفدائي على أبواب الانتقال للملحق والمرحلة الرابعة.
وأشار مطر إلى صعوبة المهمة وثقلها في ظل قوة المجموعة التي يتواجد بها المنتخب، بتواجد قطر الدولة المنظمة التي تلعب بكل نجومها، وتونس التي فاجأت الجميع في اللعب بفريقها الأول، إضافة للمنتخب السوري، مؤكداً ثقته الكاملة برجال الفدائي وقدرتهم على إسعاد أبناء شعبهم وتقديم نسخة مميزة واستثنائية.

أرض اللجوء وفدائي الوطن
الإعلامية مريم سليمان، قالت إن كرة القدم ليست مجرد لعبة نتابع نتائجها على الشاشات، بل نافذة وطنية تشرع على العالم، وتنقل نبض الشارع، وصوت الشعوب المقهورة، وتصنع مساحات جديدة للوجود والاعتراف. هكذا كانت، وهكذا ستكون، مشاركة منتخب فلسطين في بطولة كأس العرب.
وأضافت: "أثبت المنتخب الفلسطيني خلال التصفيات المؤهّلة أنّه لا يمثل فقط نخبة من اللاعبين الموهوبين، بل يمثّل شعبًا بأكمله. أداء مشرف، يحمل بين طيّاته ما هو أكبر من كرة تُركل على عشب الملاعب؛ يحمل رسالة تحدٍّ وصمود، ويعكس حجم الإرادة والعزيمة التي تسكن أبناء فلسطين، رغم المنفى والشتات، ورغم الاحتلال والقيود".
وأكدت أن هذه المشاركة ليست عبورًا رياضيًا عابرًا، بل هي إثبات جديد على أنّ الرياضة باتت ميدانًا من ميادين النضال الفلسطيني. فالمنتخب لا يلعب فقط من أجل النقاط، بل من أجل الكرامة، من أجل أن تُرفع الراية في المحافل العربية والدولية، من أجل أن يرى العالم وجهًا آخر لفلسطين، وجهًا لا تحجبه دموع الأمهات ولا أنقاض البيوت… وجه شباب يركضون نحو المجد، لا نحو المجهول.
ووجهت رسالة للفدائي قائلة: "من لبنان، من أرض اللجوء، نتابع "فدائي" الوطن، ونراهن عليه، لأنه يجسّد الحلم الفلسطيني المتجدد، الحلم الذي يقول إننا شعب لا يُقصى، ولا يُنسى، شعب يتقن أن يلعب، أن يُبدع، وأن ينتصر، المنتخب الفلسطيني اليوم هو قصة كفاح، وصوت وطنٍ يبحث عن ذاته في كل زاوية".