ديالا شاهين: التغذية هي الفارق بين اللاعب الموهوب واللاعب الناجح

تُعد التغذية السليمة أحد أهم ركائز النجاح الرياضي، خاصة في كرة القدم التي تعتمد على الموهبة والتدريب والانضباط البدني. وفي هذا السياق، كان لنا لقاء مع ديالا شاهين، أخصائية التغذية الرياضية في المركز الطبي الأولمبي، والتي تعمل مع اللجنة الأولمبية الفلسطينية والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بكافة فئاته ومنتخباته.

تحمل شاهين درجة البكالوريوس في التغذية البشرية، والماجستير في التغذية الرياضية من جامعة جامعة لوفبورو  Loughborough University البريطانية، إحدى أبرز الجامعات في العالم بمجال علوم الرياضة. بدأت مسيرتها المهنية في أندية رياضية ببريطانيا، قبل أن تعود إلى فلسطين لتحقيق حلمها بالعمل مع المنتخبات الوطني.

تقول شاهين إن تغذية الرياضيين تُعد تخصصًا دقيقًا يتطور يوميًا، نظرًا لاحتياجات اللاعبين المختلفة عن باقي الفئات، وتوضح: "التغذية هي أحد العوامل التي تشكل الرياضي الناجح، لكنها للأسف مهملة في كثير من الدول والأندية، اللاعب الموهوب والمجتهد في تدريباته، يمكن أن يصنع الفارق إذا اهتم بتغذيته بالشكل الصحيح".

أهمية التغذية في الأداء والجاهزية

تشير شاهين إلى أن التغذية السليمة تساهم في جاهزية اللاعبين للتدريبات المكثفة والمباريات المتتالية، حيث تساعد على سرعة الاستشفاء، رفع التركيز، وتنفيذ المهارات المكتسبة في التدريبات داخل أرض الملعب، إضافة إلى تقليل خطر الإصابات.

أخطاء غذائية شائعة عند اللاعبين

تلفت شاهين إلى أن أبرز الأخطاء الغذائية لدى الرياضيين تتمثل في عدم تغطية حاجتهم اليومية من البروتين أو توزيعه بشكل غير مناسب خلال اليوم، إلى جانب الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات مثل الشيبس والحلويات بدلًا من البحث عن بدائل صحية، كما يفتقد الكثيرون للالتزام بوجبات ما قبل وما بعد التمرين، والتي يجب أن تحتوي على الكربوهيدرات قبل التمرين والبروتين بعده، إضافة إلى إهمال شرب كميات كافية من السوائل، الأمر الذي يؤثر سلبًا على التركيز وسرعة الاستشفاء ويعرض اللاعب للجفاف.

وجبات مثالية قبل وبعد المباريات

توضح شاهين أن الوجبة المثالية قبل المباراة بساعتين إلى ثلاث ساعات يجب أن تحتوي أساسًا على الكربوهيدرات (مثل المعكرونة أو الأرز أو البطاطا المهروسة) مع كمية قليلة من البروتين وخضار مسلوقة أو سلطة، بالإضافة إلى عصير طبيعي، أما قبل المباراة بنصف ساعة، فتكون الوجبة خفيفة مثل الفواكه أو التمر، وبعد المباراة، تنصح بوجبة تحتوي على البروتين والكربوهيدرات مثل الحليب بالكاكاو أو السموذي، يتبعها وجبة رئيسية متكاملة.

المكملات الغذائية: ضرورة أم خيار؟

تؤكد شاهين أن المكملات الغذائية ليست ضرورية لكل لاعب، مشيرة إلى أن الحصول على الفيتامينات والمعادن من الطعام الطبيعي أكثر فائدة، إلا في حالات خاصة وباستشارة أخصائي تغذية، مع ضرورة التأكد من خلوها من المواد المحظورة رياضيًا.

التغذية كدرع ضد الإصابات

تقول شاهين إن التغذية السليمة تحافظ على توازن مكونات الجسم ونسبة العضلات والدهون، ما يقلل من خطر الإصابات، ويساعد على التعافي السريع بفضل مضادات الأكسدة والسوائل الضرورية لاسترخاء العضلات.

رسالتها للرياضيين ولاعبات المنتخب على وجه التحديد

تختم شاهين رسالتها للاعبين الرياضيين بالتأكيد على ضرورة منح التغذية أولوية قصوى في مسيرتهم، مشيرة إلى سعادتها بارتفاع وعي لاعبات المنتخب الوطني لكرة القدم بأهمية هذا الجانب ودوره في تحقيق النجاح والتميز، وتشدد على أهمية الحفاظ على تواصل دائم مع أخصائيي التغذية لضمان تلبية احتياجاتهم البدنية والذهنية، ما يسهم في بناء مسيرة رياضية قوية ومستدامة.