أرقام وإحصائيات موثقة.. كرة القدم الفلسطينية في مرمى مجازر الاحتلال الإسرائيلي

القدس- دائرة الإعلام بالاتحاد:
لطالما كانت كرة القدم الفلسطينية ومنذ مراحلها الأولى، هدفاً للاحتلال الإسرائيلي، الذي ما انفك عبر مراحله المختلفة وحقبه المتتالية، يلاحق كرة القدم ويضيق عليها، بل ويحاول القضاء عليها بشكل تام، وهو ما دونته صفحات التاريخ منذ ما قبل احتلال فلسطين عام 1948، وما زالت ترصدها مجريات الأحداث المستمرة حتى وقتنا الحالي.
جرائم الاحتلال وانتهاكاته بحق فلسطين وشعبها مرت بعديد المراحل وأخذت عديد الأشكال، لكن في الفترة الأخيرة، انتقل الإجرام وتصاعد ليصل إلى مرحلة لم يشهد العالم لها مثيلاً، حيث حملت في طياتها بعداً أكثر فتكاً ودموية، وكانت في أواخر عام 2023، وبالتحديد في شهر أكتوبر.
الآن وبعد قرابة 17 شهراً من بدء الإبادة الجماعية، تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إلا أن عدوان الاحتلال أخذ بعداً أكثر تطرفاً وعنفاً في الضفة الغربية، وهو ما يعني أن كرة القدم ما تزال تحت دائرة العدوان والإجرام.
أرقام وإحصائيات موثقة.. كرة القدم الفلسطينية في مرمى مجازر الاحتلال الإسرائيلي
— Palestine Football Association (@Palestine_fa) February 27, 2025
???? للتفاصيل ????????https://t.co/v29xTVTetO pic.twitter.com/Ny54esWwi8
عدوان وإبادة
تعرضت فلسطين منذ السابع من أكتوبر 2023 لعدوان هو الأكبر والأشد، طال كل مفاصل حياة الفلسطينيين، وبات القتل والدمار والجوع والنزوح يلاحقهم في كل مكان.
كرة القدم لم تكن بمعزل عن هذا العدوان، فتعرضت هي الأخرى برياضييها وكوادرها ومنشآتها لكل صنوف الاستهداف والقتل والتدمير المتعمد، ما مثل سياسة الاحتلال وعقيدته القائمة على سفك الدماء والفساد الأخلاقي والإنساني، والتمادي والتعدي على القوانين الدولية والمواثيق الأولمبية والرياضية العالمية.
هذه القوانين التي لم تكن أكثر من حبر على ورق أمام صواريخ الاحتلال التي قتلت اللاعبين وكوادر اللعبة، وأمام جنوده المدججين بالأسلحة الذين اعتقلوا وعذبوا وحولوا ملاعب الكرة إلى مراكز للتحقيق والتعذيب، وأمام دباباته وطائراته التي مسحت المنشآت الرياضية عن وجه الأرض.
17 شهراً على توقف اللعبة
أول انعكاسات عدوان الاحتلال على الرياضة الفلسطينية بشكل عام، وعلى كرة القدم خصوصاً، كانت توقف النشاط الكروي، فتوقفت الدوريات كلها منذ اليوم الأول لحرب الإبادة ولم تستكمل إلى الآن، وهجرت ملاعب كرة القدم، وتوقفت الكرة عن الدوران.
توقف الدوريات حمل معه تداعيات كارثية على كرة القدم ولاعبيها، فباتت الأندية ساكنة بلا أي نشاط، وأدى ذلك إلى كوارث رياضية واقتصادية لحقت بها، كما أن قرابة 1500 لاعب في فلسطين كانوا ينشطون في دوري المحترفين الفلسطيني، ودوري الاحتراف الجزئي، المقامين في المحافظات الشمالية (الضفة الغربية)، وفي دوري الدرجة الممتازة، ودوري الدرجة الأولى في المحافظات الجنوبية (قطاع غزة)، كانوا يتقاضون رواتب من أنديتهم، لكنهم الآن باتوا بلا مصدر دخل، وبلا عمل كذلك، ناهيك عن آلاف اللاعبين في الدوريات الأدنى، الذين كانوا يتقاضون مكافآت نظير لعبهم لتلك الأندية.
كل تلك الآثار، تبعها أثر كارثي آخر على صعيد المستوى البدني للاعبين، الذي تضرر بفعل الانقطاع عن التدريبات وممارسة اللعبة، ليصل بالبعض إلى إنهاء مسيرته الكروية واعتزال اللعب، كما بات مستقبل وأحلام جيل كامل مهددة بالاندثار، خاصة لمن كان في بداية مشواره، ليحرمه عدوان الاحتلال من بلوغ أحلامه والانطلاق في مسيرته نحو الاحتراف.
هذا الواقع وإلى جانب استمرار العدوان، بات يشكل تحدياً كبيراً أمام إمكانية استئناف المسابقات المحلية في فلسطين، كما أثَّر سلباً على تطور كرة القدم في فلسطين، والتي كانت تسير في منحنى تصاعدي لافت.
نجوم الرياضة... شهداء وأسرى ومفقودون
أهوال العدوان أفقدت كرة القدم خيرة أبنائها من لاعبين ومدربين وإداريين وأعضاء إدارة ورؤساء أندية وحكام، ولم تفلح لا القوانين الرياضية ولا المواثيق الدولية والإنسانية في تجنيبهم هذه المأساة، وسط تخاذل وصمت من المنظمات الرياضية الدولية.
تظهر آخر إحصائيات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم المتعلقة برصد الانتهاكات، ارتفاع عدد شهداء الحركة الرياضية إلى 560 شهيداً منذ السابع من تشرين أول/ أكتوبر، بينهم 250 لاعب كرة قدم.
يضاف إلى عدد الشهداء الكبير ذلك، آلاف الجرحى وآلاف النازحين، فيما يبقى عدد المفقودين مجهولاً ولا يعرف مصيرهم، هل قامت قوات الاحتلال باعتقالهم، أم ما زالوا عالقين تحت الركام؟
هذا وتعج سجون الاحتلال الإسرائيلي بالأسرى من أبناء الحركة الرياضية الفلسطينية بين محكومين، وموقوفين، وإداريين (محكومون بالاعتقال الإداري).
منشآت مدمرة
ومثلما لم يسلم اللاعبون، لم تسلم الملاعب كذلك من الإجرام الممنهج، وعاث فيها الاحتلال وجنوده تدميراً وتخريباً. فقصفت طائرات الاحتلال ومدفعيته الكثير منها، بالإضافة إلى تدمير مقرات الأندية، ومقر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في قطاع غزة، ومقر اللجنة الأولمبية الفلسطينية.
ما سلم من ملاعب قطاع غزة من القصف، تحوّل إلى مراكز لإيواء النازحين الفارين من لظى القصف مثل ملاعب محمد الدُّرة وفلسطين، أو تحوّل إلى معسكرات لقوات الاحتلال ومعتقلات ومراكز تحقيق ميداني لمئات الفلسطينيين الذي ذاقوا كل صنوف التعذيب والجرائم الإنسانية، وهذا ما صنعه جنود الاحتلال بملعب اليرموك، الذي دمّروه قبل انسحابهم، ثم تحوّل لاحقا إلى مركز إيواء.
أما واقع الحال في الضفة الغربية والقدس فلم يكن مختلفاً كثيرا، فاستهدف الاحتلال مقر نادي مركز مخيم جنين، ومركز مخيم نور شمس، ومقر نادي مركز طولكرم، واستهداف ملعب بيتونيا الرياضي، وقام بإخطار مقر نادي العيسوية بالهدم، إضافة لتخريب الممتلكات والبنية التحتية والخدمية التابعة للقطاع الرياضي والكروي.
وحسب الإحصائيات، فقد تم تدمير واستهداف 265 منشأة رياضية، بينها 23 ملعباً كبيراً واستاداً رياضياً، و35 صالة رياضية، 58 مقراً إدارياً للأندية والمؤسسات الرياضية، إضافة إلى 12 ممولة من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
رياضيو الاحتلال يشاركون في المجزرة
لم يكتف الاحتلال بكل جرائمه السابقة، بل قام بزج رياضييه في حرب الإبادة هذه، فقد شارك العديد منهم في قتل الأطفال والمدنيين في قطاع غزة، حيث انضموا إلى قوات جيش الاحتلال، وتلطخت أيديهم بدماء الأبرياء وتدمير الحياة في فلسطين.
احتلال الأرض عبر الرياضة
لطالما عملت سلطات الاحتلال على توسيع نشاطها الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام1967، من خلال إجراءات وممارسات عديدة، أبرزها مصادرة آلاف الدونمات لصالح إقامة المستوطنات، وكل ذلك من أجل وأد أي محاولة لإقامة الدولة الفلسطينية.
الاحتلال أقحم الرياضة وكرة القدم وحوّلها إلى وسيلة تمكنه من سرقة الأرض الفلسطينية، فعملت وجمعيات الاستيطانية التابعة لها، على إنشاء أندية في المستوطنات غير الشرعية، واعتمادها وتسجيلها لدى الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، والسماح لها بممارسة نشاطاتها على ملاعب أقيمت على أراضٍ فلسطينية محتلة، أو اتخذت من المستوطنات مقراً وعنواناً لها.
ومنذ بداية العدوان، عمد الاحتلال على رفع عدد أندية المستوطنات المسجلة في الاتحاد الإسرائيلي من 6 أندية إلى 9، كما تزايد تدخل السياسيين الإسرائيليين في كرة القدم، وهذا يؤكد أن الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم يدار من قبل الحكومة الإسرائيلية .
ويسمح الاتحاد الإسرائيلي لأندية المستوطنات تلك، بالمشاركة في الدوري الإسرائيلي، وهو ما يشكل انتهاكاً صارخاً للمواد 3 و4 و11(1) و71(2) و72 من النظام الأساسي للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" 2022، كما أن "الفيفا" وقوانينه الأساسية وقواعده التأديبية والأخلاقية، تحظر صراحةً دعم الإجراءات التي تنتهك حقوق الإنسان والقانون الدولي، والتي تم توضيحها في المواد 2 و3 و5 و47 من النظام الأساسي، بالإضافة إلى المادة 5 من مدونة قواعد السلوك.
مطالب عادلة يطلقها اتحاد الكرة الفلسطيني
لم يقف الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم مكتوف الأيدي أمام هذه الممارسات والجرائم الإسرائيلية، بل حمل شعار محاسبة الاحتلال قانونياً، فلجأ إلى الاتحادات القارية والدولية، مطالباً بإنصاف الرياضة الفلسطينية، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه.
وفي كلمة للفريق جبريل الرجوب، خلال اجتماع الجمعية العامة للفيفا الـ74، طالب بتعليق عضوية الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم كعضو في الاتحاد الدولي، وبشكل فوري، بما يشمله ذلك من عدم إمكانية ممارسة حقوق العضوية بموجب لوائح الفيفا ولضمان احترام قوانين الفيفا، إضافةً إلى حظر الاتحاد الإسرائيلي وأعضائه المباشرين وغير المباشرين من أي نشاط متعلق بكرة القدم يقع ضمن اختصاص الفيفا بشكل فوري، وإلى حين أن يتم احترام قوانين الفيفا.
كما طالب الرجوب بضمان احترام سلطة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والوقف الفوري لأي نشاط كروي للاتحاد الإسرائيلي يتم تنفيذه في أراضي الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، مطالبا أيضا بإحالة الأمر برمته إلى اللجنة التأديبية للفيفا للفصل فيه وفرض العقوبات المناسبة على الاتحاد الإسرائيلي وأعضائه المباشرين وغير المباشرين.
*******************************
Palestinian football, just like all aspects of Palestinian life and symbols of Palestinian identity, has been a target for the Israeli occupation. Football in Palestine has been part of the daily lives of the Palestinian people for over a century, and the resilience of Palestinian sportspeople has prevented such colonialist policies from succeeding. Nevertheless, Palestinian football continues to pay a heavy price while the Israeli Football Association systematically violates its obligations under the FIFA Statutes and the Olympic Charter. We have monitored those violations and present a glimpse of the latest violations in this document.
Palestinian football and genocide:
Since October 2023, the Israeli Occupation has conducted a genocidal campaign in Gaza, with consequences all over the occupied territory of Palestine. Examples of this have been killing, destruction, hunger and ethnic cleansing. This has directly affected Palestinian athletes and sports infrastructure. This includes Palestinian footballers being killed, injured and handicapped as well as turning stadiums and other sports infrastructure into detention and torture centers, as well as their destruction.
From a sport’s perspective, one of the first measures taken by the PFA was to suspend the football activity all over Palestine in order to protect the Palestinian football family from attacks conducted either by Israeli Occupation Forces or by Israeli settlers. This has affected almost 1500 football players members of the different divisions of the Palestinian league both in the West Bank and Gaza. Those players were receiving salaries that have now been stopped, severely raising the unemployment rates. For many players, this has meant to move for retirement and an entire generation of footballers in the homeland is being threatened with disappearance from football records.
The latest statistics show that since October 2023, there have been over 560 people martyred from the sports sector, including at least 250 affiliated to the Palestine Football Association. In addition to this number, there are thousands of sportspeople wounded and forcibly displaced people, including people disappeared, detained by occupation forces or still trapped under the rubble.
Israeli bombardments have massively destroyed sports infrastructure, including the headquarters of the Palestine Football Association (PFA) and the Palestine Olympic Committee in Gaza, in addition to several headquarters of Palestinian clubs. There are several stadiums turned into shelters for Internally Displaced People, including the Mohammad Al Durrah and the Palestine Stadiums, as well as the notorious case of the Yarmouk Stadium, turned into a torture and detention center before being destroyed upon the withdrawal of the Israeli Occupation forces.
The Israeli aggression has continued in the occupied West Bank, including Jerusalem, were the headquarters of the Jenin Camp Youth Center, the Nur Shams Camp Center in Tulkarem, the headquarters of the Tulkarem Center Club and the Beitunia Sports Stadium were attacked by Israeli occupation forces, while the headquarters of the Issawiya Club, east of Jerusalem, received a demolition order. The PFA has received several reports of destruction of property, infrastructure and other services provided by the football sector in Palestine.
The summary of damages provoked by the Israeli occupation include 265 sports facilities either fully or partially destroyed, including 23 stadiums, 35 sports halls, 58 administrative headquarters for sports clubs as well as 12 FIFA stadiums belonging to the PFA.
The role of Israeli athletes in the genocide: Sports as a tool to normalize crimes.
Since October 2023, the Israeli Olympic Committee and several associations, including the Israeli Football Association, have encouraged crimes committed by the Israeli occupation. At the same time, several athletes, including football players, have openly taken part in the genocidal Israeli war in Gaza. This is taking place while the Israeli occupation authorities continue to use sports as a tool to normalize its illegal annexation of the Palestinian territory occupied since June 1967, including through establishing stadiums and sports facilities for the benefit of illegal Israeli colonial-settlements and the federation of their teams into the Israeli league.
Since the beginning of the genocidal war in October 2023, the Israeli Football Association has increased the number of federated clubs from illegal colonial-settlements from six to nine, including a growing interference of the Israeli political establishment in football matters. In one of those aspects, the Israeli foreign minister publicly threatened the head of the Palestine Football Association for the work conducted at FIFA and IOC levels for the protection of Palestinian sports rights.
The Israeli Football Association allows these settlement clubs to participate in the Israeli league, which constitutes a flagrant violation of Articles 3, 4, 11(1), 71(2) and 72 of the 2022 FIFA Statutes. FIFA, its statutes, disciplinary and ethical rules explicitly prohibit support for actions that violate human rights and international law, which are clarified in Articles 2, 3, 5 and 47 of the Statutes, in addition to Article 5 of the Code of Conduct.