الفدائي في مواجهة الشمشون الكوري.. حلم المونديال يداعب خيال الفلسطينيين

الأربعاء 04 سبتمبر,2024
الفدائي في مواجهة الشمشون الكوري.. حلم المونديال يداعب خيال الفلسطينيين

سيول- دائرة الإعلام بالاتحاد:

يعيش منتخبنا الوطني لحظات تاريخية في مسيرته. ففي تمام الساعة الثانية بعد ظهر غد الخميس، سيبدأ رحلته في الدور الحاسم من تصفيات قارة آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026.

غدا، سيُكتب فصل جديد في تاريخ الفدائي، عندما يواجه واحدا من عمالقة القارة الصفراء، هو منتخب كوريا الجنوبية، الذي يلعب على أرضه وبين جماهيره في معقل تاريخي: استاد "سيول كأس العالم" الذي احتضن المباراة الافتتاحية لمونديال 2002.

 

الحلم المونديالي

بعد وصولهم إلى هذه المرحلة المتقدمة من التصفيات، يداعب حلم التأهل إلى كأس العالم، خيال لاعبي منتخبنا الوطني، وأيضا أبناء شعبنا لا سيما في قطاع غزة، وهم الباحثون عن شعاع من الأمل وومضة من الفرح في خضم الإبادة الجماعية التي تقترفها دولة الاحتلال الفاشية.

لم يكن مشوار الوصول إلى الدور الثالث من التصفيات القارية سهلا على الإطلاق، فقد انبثقت أولى العقبات بعدما أٌُجبر المنتخب على لعب منافسات الدور الثاني خارج أرضه وبعيدا عن مناصريه.

عقبة ثانية برزت أيضا، بعد توقف جميع مسابقات كرة القدم في فلسطين بعد السابع من أكتوبر 2023، وما يعنيه ذلك من تأثير سلبي كبير على مستويات اللاعبين.

لكن رغم ذلك، حصد الفدائيون المركز الثاني في ترتيب المجموعة خلف أستراليا، وأثبتوا تحت قيادة المدرب التونسي مكرم دبوب قدرتهم على المنافسة بقوة أمام الخصوم الأقوياء.

 

اللقاء التاريخي الأول

لم يسبق لمنتخبي فلسطين وكوريا الجنوبية أن تقابلا سواء في مباراة رسمية أو ودية، ولهذا يكتسب الحدث رمزية خاصة، حيث يطمح كلاهما ليكون صاحب السبق في سجل الفائزين.

 

تحضيرات مكثفة

بدأ مكرم دبوب تحضيراته للتصفيات بمعسكرات داخل فلسطين وخارجها. ففي شهر يونيو/ حزيران الماضي، استدعى عددا اللاعبين المحليين إلى تجمع تدريبي في ملعب فيصل الحسيني. وبعدها غادر إلى الأردن ليقيم هناك معسكرا امتد لنحو 20 يوما، لكنّه واجه خلاله صعوبات نظرا لتأخر التحاق أغلب اللاعبين بسبب انتظامهم مع أنديتهم، وبحث آخرين عن أندية ليلتحقوا بصفوفها.

وفي أواخر الشهر الماضي، انتظم الفدائي في معسكر ثالث بدولة ماليزيا هذه المرة، و التحق به عدد من اللاعبين المحترفين، أمثال مصعب البطاط، محمد باسم، تامر صيام، وغيرهم. وقد اكتملت الصفوف بعد الوصول إلى كوريا الجنوبية، حيث انضم للتدريبات كل من عدي الدباغ، وسام أبو علي، عطاء جابر، عمر فرج، رامي حمادة، ومصطفى زيدان.
 

أبرز الغيابات

في المقابل، يغيب عدد من اللاعبين عن كتيبة الفدائي لأسباب مختلفة. فقد تعذر التحاق عمر قدورة، ومحمد صالح، وشهاب القنبر لأسباب خاصة. كما لن يلعب عميد محاجنة المباراة أمام كوريا الجنوبية بسبب الإيقاف.

 

تعويل على الهجوم

المتابع للفدائي في الفترة الأخيرة، يلحظ تميزا واضحا في خط الهجوم، بعد عودة بعض "الطيور المهاجرة" -إن جاز التعبير- إلى موطنها الأصلي.

في المقدمة، يبرز، وسام أبو علي الذي يلعب مباراته الثانية لصالح فريق وطنه الأم، باحثا عن افتتاح عداد أهدافه مع المنتخب، وهو الذي حصد لقب الهداف في الدوري المصري رفقة الأهلي، مسجلا 18 هدفا. 

كما التحق اسمان آخران بكتيبة المنتخب الوطني هما مصطفى زيدان، المحترف في روزنبرغ النرويجي. وعمر فرج الذي تقول مصادر إعلامية مصرية إنه وقّع لنادي الزمالك قادما من أيك السويدي.

وغني عن التعريف، النجم والهداف التاريخي للفدائي، عدي الدباغ، الذي دوّن باسمه 16 هدفا، وتنتظر منه الجماهير الفلسطينية مزيدا من الأرقام والإنجازات.

 

"الشمشون" الكوري وطموح التأهل للمونديال للمرة الـ11

بكل جدارة، تأهل المنتخب الكوري الجنوبي إلى هذا الدور من التصفيات، بعدما تصدر مجموعته في الدور السابق، وبرصيد 16 نقطة، جاءت من 5 انتصارات وتعادل وحيد.

إضافة إلى ذلك، يبحث هذا العملاق الآسيوي عن تعويض الإخفاق في كأس آسيا الأخيرة، بعدما غادر البطولة بالخسارة أمام الأردن في نصف النهائي.

منتخب أصحاب الأرض، المصنف في المركز 23 عالميا، بحسب آخر تصنيف للفيفا، يعجّ بأسماء بارزة في عالم الساحرة المستديرة، أهمها -بطبيعة الحال- هيونغ مين سون، نجم فريق توتنهام الإنجليزي. وهو الذي سيشكل التحدي الأكبر أمام مدافعي الفدائي، إضافة إلى هوانغ هي تشان، المحترف في وولفرهامبتون بإنجلترا. كذلك قلب الدفاع في بايرن ميونخ، كيم مين جاي.

 

هل يتحقق الحلم؟

أبدا، لن تكون مباراة الغد سهلة على الفدائي، وفق ما أكد مكرم دبوب ووسام أبو علي في المؤتمر الصحفي الذي سبق اللقاء. ولكن الطموح هو بتحقيق نتيجة إيجابية تكون منطلقا للحلم الكبير بعنوان: "منتخب فلسطين يتأهل إلى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه".