الدّباغ يعتلي صدارة الهدافين التاريخيين للفدائي بـ16 هدفاً

القدس- دائرة الإعلام بالاتحاد:
من حارة السعدية في البلدة القديمة بالقدس، بدأت لمحات موهبة فتى مقدسي صغير، وهو يداعب الكرة في أزقة وحواري المدينة المحتلة، التي تعاني من احتلال وتضييق إسرائيلي خانق. لكن ورغم تلك الظروف الصعبة، لم يكن يعلم ذلك الفتى أن الكرة ستساعده على تجاوز كل تلك العوائق، بل وستأخذه إلى النجومية، وستصل به إلى ملاعب الكرة الأوروبية محترفاً.
ذلك الفتى بات الآن نجماً كروياً لامعاً، إنه عدي الدباغ ابن الخمسة والعشرين ربيعاً، المهاجم المهاري الممتع، صاحب الانطلاقات السريعة والتسديدات الخطيرة، والذي تطلق عليه الجماهير لقب "اللداغ" نسبة لأهدافه القاتلة.
بات الدباغ حديث الساعة، باعتلائه صدارة الهدافين التاريخيين لمنتخبنا الوطني الفلسطيني، بعد إحرازه ثلاثة أهداف في شباك المنتخب البنغالي، في المباراة التي انتهت لصالح "الفدائي" بخمسة أهداف نظيفة، ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى مونديال 2026 وكأس آسيا 2027.
ستة عشر هدفاً أحرزها الدباغ في اللقاءات الرسمية بقميص المنتخب، مسطراً حكايته رفقة الفدائي بأحرف من ذهب، وتجاوز رقم الأسطورة السابق فهد العتال، الذي احتفظ بهذا الإنجاز لسنوات عديدة بأربعة عشر هدفاً.
خاض الدباغ أولى مبارياته الدولية رفقة الفدائي في السابع والعشرين من شهر مارس/ آذار عام 2018، ضد المنتخب العُماني، ضمن تصفيات كأس آسيا لكرة القدم 2019، واستطاع تسجيل هدفه الدولي الأول في السادس من شهر سبتمبر/ أيلول من السنة ذاتها، في مرمى منتخب قرغيزستان (1-1).
وبالحديث عن رحلته الاحترافية، فقد بدأ مسيرته من العاصمة رفقة هلال القدس عام 2015، وارتدى قميصه لأربعة مواسم حقق خلالها لقب الدوري الفلسطيني للمحترفين في ثلاثة مواسم متتالية.
تألق الدباغ رفقة الهلال، لفت أنظار عديد الأندية العربية له، والمحطة التالية كانت في الكويت وهو في عمر الـ20 عاماً، حيث لعب هناك لعديد الأندية، أولها السالمية، ثم القادسية ومنه معاراً إلى اليرموك، وأخيراً إلى النادي العربي الذي حقق رفقته لقب الدوري الكويتي، وتوِّج هدافاً للدوري حينها.
انتهت رحلة عدي في الكويت، ليغادر منها صوب الدوري البرتغالي الممتاز كأول لاعب فلسطيني يحترف في أوروبا، والتحق بصفوف نادي أروكا وقدم مستويات كبيرة، قبل أن يقرر هذا الموسم التوجه نحو بلجيكا للانضمام إلى نادي رويال شارلروا في الدوري البلجيكي للمحترفين، ليواصل مسيرته الاستثنائية، وليكون رمزاً من رموز الرياضة الفلسطينية التي ناضلت وقهرت كل الظروف، وسطعت في سماء كرة القدم.