منتخب الأمل... يولد من رحم المعاناة

السبت 08 يونيو,2024
منتخب الأمل... يولد من رحم المعاناة

بقلم: صفوان أبو شنب-إعلامي فلسطيني في شبكة بي إن سبورتس

لم تكن الرياضة من أولويات العمل الفدائي الفلسطيني واقعاً في طريق التحرر الوطني كما هو ماثل أمامنا اليوم، فمن يدخل مقر إقامة بعثة المنتخب الفلسطيني في قطر، لا يرى سوى مجموعة من المقاومين بين صفوف اللاعبين والإداريين، وعلى رأسهم المدرب التونسي مكرم دبوب، متسلحين بعزيمة تحقيق النصر في ما تبقى من مباريات التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس آسيا 2027 وكأس العالم 2026،  ولن تسمع هناك سوى عبارات الدعم والمساندة لأهلنا في غزة.

إن حدث وواسيت منهم من يقطنون الضفة الغربية المقطعة أوصالها على إثر الاقتحامات والاعتقالات، تجدهم يؤثرون على أنفسهم التألم ويرونه صغيراً، فيألمون أكثر لإخوتهم في غزة.

حالة من الوحدة الوطنية تتجسد بين شبابٍ قطع على نفسه عهداً أن لا يخذل شعبه أبداً، ويدخل شيئاً من الأمل في قلوب المتعطشين من شعبنا للفرح ولو للحظات.

نجاح المنتخب الفلسطيني لكرة القدم في التأهل التاريخي للمرة الرابعة على التوالي إلى نهائيات كأس أمم آسيا بتعادله الأخير أمام شقيقه اللبناني، هو حدث استثنائي في مسيرة الرياضة الفلسطينية، وإنجاز يمكن البناء عليه نحو حلم أكبر هو التأهل لبطولة كأس العالم لكرة القدم حتى وإن بدا مستحيلاً.

لا أدعي هنا بأن التأهل لنهائيات كأس آسيا المقبلة المقررة في المملكة العربية السعودية عام 2027 هو أمر جلل لشعب يعيش معاناة متواصلة قوامها سبعة عقود وأكثر تحت الاحتلال، لكنه أكثر خبر يمكن أن يسعد عموم الفلسطينين منذ أكتوبر الماضي، حتى لدى أهل غزة المكلومين أنفسهم.

لعلها ليست اللحظة المناسبة للاحتفال وسط رائحة الموت هناك في غزة، لكن احفظوا هذه اللقطة الآن في الأذهان، ولنحتفل بها لاحقاً عندما تتوقف آلة القتل ونحن نرى علم دولة فلسطين يجوب القارة الآسيوية على أكتاف فدائيي المنتخب.